كلمة السفير بمناسبة اليوم الوطني للذاكرة

mémoire 08 mai 1945

أعزائي أفراد الجالية الوطنية

أخواتي العزيزات،  إخواني الأعزاء

يحيى الشعب الجزائري هذا السبت اليوم الوطني للذاكرة، تكريما لتضحيات شهداء مجازر 08 ماي 1945، التي راح ضحيتها خيرة أبناء هذه الأمة من كل ربوع  الوطن، حيث خرجوا في مظاهرات عارمة و سلمية لتذكير فرنسا بالتزاماتها و وعودها آنذاك، غير أن الاستعمار لم يتوان في قمع المتظاهرين بحملة شرسة خلفت عشرات آلاف من الضحايا الذين تعرضوا  لأبشع أنواع التعذيب و التنكيل و البطش الهمجي و التقتيل الذي يبقى وصمة عار في جبين الاستعمار الفرنسي.           

و في الوقت الذي نقف فيه عند هذه المحطة الحاسمة في تاريخ الحركة الوطنية،  لنستذكر بعرفان ووفاء تضحيات الشعب الجزائري الأبي و لنترحم بكل خشوع و إجلال على أرواح شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن يستقل وطننا و الجزائر تخوض اليوم معركة التغيير المنشود الذي سيكون جسرا إلى الجزائر الجديدة، بتكاثف الجزائريات و الجزائريين،  و بفضل الإرادات  الوطنية الخيرة لتحقيق آمال الشهداء و بناء الجزائر القوية بشاباتها و شبانها الذين هم ثروة الأمة الحقيقية، و المعول عليهم في حمل لوائها للمضي نحو تجسيد تطلعات الشعب الجزائري من أجل مستقبل واعد، مستقبل العمل و الالتزام الوطني، عازمين على رفع التحديات الاقتصادية و  الاجتماعية الراهنة.                                                                                 

كما لا يسعني في هذه الوقفة التذكارية إلا أن أشير إلى أن الشعب الجزائري في حاجة اليوم إلى الاقتداء بسيرة الشهداء حتى لا يتوهم أحد بأن انتصارات ثورة نوفمبر قد تحققت بلا ثمن و حتى يدرك جيل اليوم من الشباب أن المستقبل يبنى بالعلم و العمل و الإرادة و حب الوطن و التضحية من أجله.                                                              

و في هذا السياق، فإن الجزائر تحتاج في هذا الظرف الذي يتميز بضغوط عديدة داخلية و خارجية إلى كل كلمة تجمع و لا تفرق و إلى تقوية الجبهة الداخلية بما يضمن رص الصف الوطني ووضع المجتمع خارج الصراعات المبددة للجهد و الإرادة.                                                      

و في الختام ، فإن الشعب الجزائري بماضيه المجيد و بتضحياته الجسام، و عزيمته الراسخة، سيكون مرة أخرى في موعد مع التاريخ في 12 جوان  المقبل، من خلال إجراء الانتخابات التشريعية من أجل التأسيس لعهد جديد يحقق آمال الآمة و تطلعات شعبنا الكريم إلى دولة قوية عصرية و ديمقراطية، دولة سيدة تعتز الأجيال بها و بتاريخها و بعبقرية رجالها.

و أود بهذه المناسبة أن أدعو كل أفراد الجالية الوطنية بإيطاليا لتأدية واجبها الانتخابي و المشاركة في هذه الانتخابات و المساهمة في عملية البناء الوطني.                                             

تحيا الجزائر و المجد و الخلود  لشهدائنا \لأبرار                     

السفير أحمد بوطاش