الجزائر تؤكد على ضرورة وضع مقاربة شاملة لمكافحة الارهاب في منطقة الساحل الافريقي:
شاركت الجزائر برئاسة الامين العام لوزارة الشؤون الخارجية السيد نور الدين عيادي، يومي 28 و29 مارس 2018، بنواقشوط – موريتانيا، في اشغال الاجتماع التشاوري للدول الاعضاء في الاتحاد الافريقي بالتعاون مع مجموعة الخمس في الساحل وبمشاركة الامم المتحدة والشركاء الفنيين والماليين للاتحاد الافريقي.
وخلال تدخله، أكد السيد الامين العام بأن اقامة السلم والأمن تستوجب انتهاج مسار طويل الامد يشرع بالضرورة في محاربة الارهاب والجريمة المنظمة، وهو ما لايتطلب وضع استيراتيجيات عسكرية فحسب وانما تقوية قدرات الدول وتعزيز كل المجهودات الرامية الى ايجاد حلول اجتماعية واقتصادية لكل طبقات المجتمعية وخصوصا الفئات المهمشة وعلى رأسها الشباب. كما أكد بأن الجزائر قد بادرت في عام 2009 باطلاق عملية التشاور والتعاون بين قادة جيوش هذه الدول، الأمر الذي أدى إلى إنشاء لجنة الأركان العملياتية المشتركة وهو إطار للتعاون العسكري الإقليمي.
كما أبرز السيد نور الدين عيادي مقاربة الجزائر المنتهجة افريقيا في هذا المجال والتي تأتت عن طريق وعي ومشاورات مع بلدان المنطقة الافريقية، بإنشاء المركز الافريقي للدراسات والابحاث حول الارهاب، انشاء لجنة الخدمات الاستخباراتية والامن في افريقيا والافريبول و كذا السياسات المنتهجة على المستوى الدولي والتي تجوت مؤخرا بتبني مجلس الامن الدولي لقرار تجريم دفع الفدية كجزء من مكافحة تمويل الارهاب.
هذا واتخذت الجزائر على المستوى الوطني مجموعة من الاجراءات الميدانية من أجل تأمين حدودها خصوصا مع مالي و النيجر وموريتانيا وليبيا، سواء في المجال العسكري والامني والانساني، كانت لها نتائج مرضية من حيث عجز الجماعات الارهابية وعناصر الدعم من الحصول على الاسلحة والذخائر من المناطق النزاعية، فضلا عن حجز كميات كبيرة من المخدرات وهذا ما ساهم بشكل كبير في أمننة المنطقة.
كما أبرز السيد الامين العام جهود الجزائر واسهاماتها المستمرة وتصميمها على توطيد وتعزيز الامن الجماعي في المنطقة الافريقية كان من خلال الاشراف على الحوار بين الاطراف المالية والتوصل الى اتفاق السلام والامن والمصالحة التي تعزز الحفاظ على الوحدة الوطنية والترابية للدولة المالية، مسترسلا بأن نهج الجزائر يمليه واجب التضامن والمبادئ الوطنية القائمة على احترام أمن الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وفي الأخير شدد ممثل الجزائر على أهمية دور الاتحاد الافريقي كمنظمة لاغنى عنها في أية عملية للأمن الجماعي الافريقي، مطالبا في هذا السياق، أن تكون الجهود متوافقة بشكل واضح مع المبادئ السياسية والتشريعية للقانون التأسيسي للإتحاد الافريقي و البروتوكول الخاص بانشاء مجلس السلم والامن التابع للاتحاد.
اترك تعليقاً