الجزائر تشارك في القمة الـ5 بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي
بتكليف من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، شارك الوزير الأول أحمد أويحي، مرفوقا بوزير الشؤون الخارجية السيد عبد القادر مساهل، في أشغال القمة الـ5 بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، التي تم إجراؤها يومي الأربعاء والخميس الموافق لـ 29-30 نوفمبر 2017، بأبيدجان – كوت ديفوار.
وكانت القمة الـ5 للاتحاد الإفريقي- الاتحاد الأوروبي التي جاءت تحت شعار الاستثمار في فئة الشباب من أجل نمو شامل و عاجل وتنمية مستدامة بمثابة أول قمة تنظم بصيغة اتحاد افريقي- اتحاد أوروبي طبقا لقرار رؤساء الدول والحكومات الصادر في يوليو 2017، بمشاركة الدول الأعضاء الـ55 في الاتحاد الإفريقي والدول الأعضاء الـ28 في الاتحاد الأوروبي.
وأثناء هذه القمة، جدد الوزير الأول أحمد أويحي استعداد الجزائر لدعم كل مبادرة تصب في اتجاه تعزيز التعاون الإفريقي-الأوروبي في مجال مكافحة الارهاب.
كما اعتبر خلال مداخلته، هذه القمة فرصة للحوار الهام بين المنظمتين والقارتين على حد سواء لتجديد استعداد الجزائر لدعم هذه الحركية وكل مبادرة تصب في اتجاه تعزيز التعاون الإفريقي-الأوروبي في مجال مكافحة الإرهاب، مؤكدا في هذا السياق أن الإرهاب في إفريقيا يتنامى ويهدد عددا متزايدا من البلدان مشيرا إلى الطابع الشمولي للتهديد الذي تحمله هذه الظاهرة و الذي يفرض على المجموعة الدولية عموما وعلى بلداننا مزيد من التشاور والتعاون.
و ذكر في هذا الصدد، أن هذه الإجراءات تعززت في شهر يناير الماضي باستحداث الاتحاد الإفريقي المهمة السامية لمنسق إفريقيا للوقاية من الأصولية ومكافحة التطرف العنيف والإرهاب في إفريقيا التي أوكلت للرئيس بوتفليقة اعترافا بالتضحيات الضخمة والمجهودات الجبارة التي تبذلها الجزائر من أجل مكافحة هذه الظاهرة التي لا تعترف لا بدين ولا بوطن ولا أي اعتبار لقداسة الحياة البشرية.
وأشار السيد أويحي إلى انه انطلاقا من هذه المهمة السامية ونظرا لخطورة التهديد الذي يشكله الإرهاب على قارتنا والطابع العاجل للتحرك فرديا و جماعيا، عرض رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة على نظرائه الأفارقة خلال اجتماع القمة الـ29 الذي عقد بأديس أبابا في شهر يوليو الماضي، مذكرة تحدد المحاور السبعة للعمل المستقبلي للقارة في مجال الوقاية من الأصولية ومكافحة التطرف العنيف والإرهاب.
وأوضح أن هذه المذكرة حظيت بالإجماع وتشكل حاليا خريطة طريق افريقية في مجال مكافحة الإرهاب، خلالها أكدت إفريقيا استعدادها لترقية التعاون الإقليمي والدولي قصد تعزيز قدراتها الخاصة بمكافحة الإرهاب لتقاسم تجاربها وممارساتها الجيدة المكتسبة في هذه المكافحة والمساهمة بالتالي في الحفاظ على أمنها واستقرارها وكذا على السلم والاستقرار والأمن الدوليين.
وعلى هامش هذه القمة، شارك وزير الشؤون الخارجية، السيد عبد القادر مساهل في أشغال اجتماع وزراء الشؤون الخارجية للاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي.
وتناول هذا الاجتماع الوزاري الذي ترأسه مناصفة السيد مامادي توري وزير الشؤون الخارجية لجمهورية غينيا الرئيس الحالي للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي والسيدة فيديريكا موغيريني الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية وسياسة الأمن، دراسة الوثائق التي ستتوج القمة ويتعلق الأمر بدراسة مشروع البيان السياسي والوثيقة المتعلقة بالمشاريع ذات الأولوية المشتركة بالنسبة للسنوات الـ5 القادمة.
وتجدر الإشارة، أن الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس حرص على تذكير الحضور بأول قمة بين القارتين عقدت سنة 2000 بالقاهرة (مصر) ترأسها مناصفة مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بصفته آنذاك رئيسا للمنظمة الأفريقية (منظمة الوحدة الإفريقية) وكان هو آنذاك رئيس المجلس الأوروبي ووزير أول للبرتغال والتي شكلت لبنة لإقامة شراكة بين إفريقيا وأوروبا على أسس جديدة.
واختتمت القمة ببيان مشترك تضمن التأكيد على ارساء شراكة حقيقية ومتوازنة بين الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوربي والعمل سويا لمكافحة الارهاب والتنديد بالاتجار بالبشر في ليبيا، كما تضمن ضرورة التنسيق بينهما وتبادل الخبرات خصوصا في المجال الأمني والإقتصادي.